خطبة عمر بن عبد العزيز
خطبة عمر بن عبد العزيز ، لم يكن من الغريب أن يحظى الأدب العربي في العصر الأموي ببدائع الخطب والمنثور ، فقد كان عصر الدولة الأموية أقرب إلى عصر الخلفاء الراشدين والنبوة ، وكان يتميز الصحابة والخلفاء بالعلم والأدب والأخلاق الحميدة والخوف من الله تعالى ، وكان هذا العصر هو مدرسة القرآن الكريم والنبوة ، وتجلى لنا هذا في خطبة عمر بن عبد العزيز رحمة الله .
خطبة عمر بن عبد العزيز
خطبة عمر بن عبد العزيز عند توليه الخلافة
أوصى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بالخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ، وعندما علم عمر بذلك ارتجف مثل العصفور الذي غطته الثلوج خوفاً من الله عز وجل إن قصر في أمر من أمور المسلمين ، فقد خاف من يوم الحساب ومن سؤال الله له يوم القيامة عن أمراً ما خلال حكمه وإدارته لشؤون البلاد ، وعقب وفاة الخليفة سليمان ودفن جثمانه ركب دابته وتوجه إلى المسجد وألقى خطبته الشهيرة التي عرض فيها أمر تكليفه بأمور المسلمين ليرى رأيهم فيما عرض عليه إذ قال
” أما بعد : فقد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ، وعلى غير مشورة من المسلمين وإني أخلع بيعة من بايعني ، فاختاروا لأنفسكم “.
فصاح الناس فيه عقب سماعه من كل مكان لا نريد غيرك ، فأكمل خامس الخلفاء الراشدين خطبته ، بتوصيته لهم بتقوى الله في كل شئ ، وإطاعة الله تعالى ، وطالبهم بطاعته إذا كان يطيع الله وإذا عصى ما أمره الله به فإن لهم ألا يطيعوه في أي أمراً ، ونزل بعدها من المنبر وبدأ يحكم المسلمين لمدة ثلاثين شهراً ، ظهر فيها عدل عمر بن عبد العزيز .
آخر خطبة عمر بن عبد العزيز
قال الخليفة عمر بن عبد العزيز في آخر خطبة له في المسلمين ، أن الإنسان لم يخلق عبثاً أو لهواً ، وإنما خلق ليتبع ما أمر الله تعالى به ، وأن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شئ ، وأن كلنا سينتهي أجلنا وأن الله هو خير الوارثين ، وعلى الإنسان تقوى الله قبل حلول الأجل وانقضاء المواقيت ، وأستغفر الله تعالى وهو يرفع طرف ردائه وهو يبكي ونزل من المنبر وتوفي بعدها .
اشترك في صفحتنا : https://www.facebook.com/abjadih
نص خطبة عمر بن عبد العزيز الأخيرة
” إنكم لم تخلقوا عبثا ، ولن تتركوا سدى ، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للفصل بين عباده ، وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء ، وحرم جنة عرضها السموات والأرض ، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين ، و سيرثها بعدكم الباقون ، كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين ، وفي كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله ، قد قضى نحبه وانقضى أجله ، فتودعونه وتضعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد ، قد خلع الأسباب ، وفارق الأحباب ، وسكن التراب ، وواجه الحساب ، غنيا عما خلى ، فقيرا إلى ما أسلف ، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته ، وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب مما أعلم عندي ، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه . ”
نصل لنهاية مقال خطبة عمر بن عبد العزيز ، نتمنى ان نكون نلنا اعجابكم من خلال مقال خطبة عمر بن عبد العزيز .