فقهاء وائمة

الامام مالك بن انس

من هو الامام مالك بن انس ؟

نسب الامام مالك بن انس و نشأته

أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني و أمه العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية وأزد من أشهر قبائل العرب القحطانية و جده مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري كان من كبار التابعين وعلمائهم و الامام مالك فقيه ومحدِّث وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب المالكي في الفقه الإسلامي .

اين ولد الامام مالك

و لد الامام مالك بالمدينة المنورة سنة 93هـ ونشأ في بيت علم فحفظ القرآن الكريم في صدر حياته ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبوي وتعلُّمِ الفقه الإسلامي فجلس إلى ربيعة الرأي أول أمره فأخذ عنه فقه الرأي وهو حدث صغير و لازم فقيه المدينة المنورة ابن هرمز سبع سنين يتعلم عنده كما أخذ عن كثير من غيره من العلماء وبعد أن شهد له سبعون شيخاً من أهل العلم أنه موضع للتدريس و الفتيا اتخذ له مجلساً في المسجد النبوي للدرس والإفتاء وكان يتحرزُ أن يُخطئ في إفتائه ويُكثرُ من قول ( لا أدري ) وكان يقول ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) .

و قد نزلت بـ الامام ملك محنة في العصر العباسي في عهد أبي جعفر المنصور وقد اتفق المؤرخون على نزول هذه المحنة به، وأكثر الرواة على أنها نزلت به سنة 146هـ وقيل سنة 147هـ وقد ضُرب في هذه المحنة بالسياط ، ومُدت يده حتى انخلعت كتفاه ، وقد اختلفوا في سببها على أقوال كثيرة أشهرها: أنه كان يحدث بحديث ( ليس على مستكره طلاق ) فاتخذ مروجو الفتن من هذا الحديث حجةً لبطلان بيعة أبي جعفر المنصور وذاع هذا وشاع في وقت خروج محمد بن عبد الله بن حسن النفس الزكية بالمدينة فنُهي عن أن يحدث بهذا الحديث ، ثم دُس إليه من يسأله عنه ، فحدث به على رؤوس الناس ، فضُرب .

و لم يكن لـ الامام مالك بن انس أصولٌ فقهية بالمعنى المعروف ولكن استطاع أصحابه ثم أصحابهم من بعدهم أن يستقصوا فقهه وينتزعوا منه الأصول التي بنى عليها وأما أصول المذهب المالكي فهي: القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع وعمل أهل المدينة و القياس و المصالح المرسلة و الاستحسان و العرف و العادات و سد الذرائع و الاستصحاب .

شيوخ الامام مالك بن انس

أ درك من التابعين نفراً كثيراً ، وأدرك من تابعيهم نفراً أكثر و أخذ الامام مالك بن انس عن تسعمئة شيخ منهم ثلاثمئة من التابعين ومن شيوخه : ابن هرمز وهو أول شيخ له و نافع مولى ابن عمر و زيد بن أسلم و ابن شهاب الزهري و أبو الزناد وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق و أيوب السختياني و ثور بن زيد الديلي و إبراهيم ابن أبي عبلة المقدسي و حميد الطويل وربيعة بن أبي عبد الرحمن و هشام بن عروة و يحيى بن سعد الأنصاري و عائشة بنت سعد ابن أبي وقاص و عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام و أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي القرشي و غيرهم .

تلاميذ الامام مالك بن انس

كان تلاميذ الامام مالك بن انس من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم و من أسباب كثرة تلاميذ الامام مالك بن انس أن مالكاً كان معمراً فلقد عاش تسعين عاماً وأحصى الذهبي ما يزيد عن ألف وأربعمائة تلميذا منهم :
الامام محمد بن إدريس الشافعي ، صاحب المذهب الشافعي و عبد الرحمن بن القاسم و عبد الله بن وهب و أشهب بن عبد العزيز القيسي و أسد بن الفرات و عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون و ابن ابي اياس أبو الحسن الخرساني و ابن الوليد أبو يحمد الحميري و ابن خداش أبو الهيثم المهلبي و أبو عبد الله اللخمي و سعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني و سليمان بن و جارود أبو داوود الطياليسي و ابن ذكوان أبو عبد الله الترميذي و بن حماد أبو يحي النرسي و بن جبلة عبدان المروزي و عبد الله بن نافع الزبيري و بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي و وكيع بن جراح أبو سفيان الرؤاسي و غيرهم كثير

من اشهر مؤلفات الامام مالك بن انس

كتاب الموطأ

– الموطأ من أوائل كتب الحديث النبوي وأشهرها وأصحِّها حتى قال فيه الإمام الشافعي ( ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً من موطأ مالك )

– رسالته في القدر، والرد على القدرية إلى ابن وهب كما يقول القاضي عياض

– كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر

– رسالته في الأقضية كتب بها إلى بعض القضاة عشرة أجزاء

– رسالته المشهورة في الفتوى، أرسلها إلى أبي غسان محمد بن مطرف

– رسالته المشهورة إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ

– كتابه في التفسير لغريب القرآن الذي يرويه عنه خالد بن عبد الرحمن المخزومي وقد رُوي عن أبي العباس السراج النيسابوري أنه قال : ( هذه سبعون ألف مسألة لمالك ) وأشار إلى كتب منضَّدة عنده

وفاة الامام مالك بن انس

أكثر الرواة على أنه مات سنة 179هـ وقد قال فيه القاضي عياض ( إنه الصحيح الذي عليه الجمهور ) و ذلك بعد مرض اثنان و عشرين يوماً وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم أميرُ المدينة وحضر جنازته ماشياً وكان أحدَ من حمل نعشَه وكانت وصية الامام مالك بن انس أن يُكفَّن في ثياب بيض ويُصلى عليه بموضع الجنائز فنُفِّذت وصيته ودُفن بالبقيع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى