فقهاء وائمة

الامام ابو حنيفة النعمان

من هو ابو حنيفة النعمان ؟

هو الامام ابو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ وأبوه: هو ثابت بن النعمان بن زوطى بن ماه ولقد روي أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه دعا لثابت عندما رآه بالبركة فيه وفي ذريته و هو فقيه وعالم مسلم و أول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي كما يُعد ابو حنيفة النعمان من التابعين فقد لقي الصحابي الجليل أنس بن مالك .

مولد ابو حنيفة النعمان

وُلد ابو حنيفة النعمان بالكوفة عام 80 هجري ونشأ فيها و كان في أول عمره منصرفاً إلى العمل بالتجارة فأبوه وجده كانا تاجرين ثم انصرف إلى طلب العلم وصار يتردد إلى حلقات العلماء و قال فيه الإمام الشافعي ( من أراد أن يتبحَّر في الفقه فهو عيال على ابي حنيفة ) .

و وقع الإمام ابو حنيفة النعمان في محنتان المحنة الأولى في عصر الدولة الأموية وسببها أنه وقف مع ثورة الإمام زيد وانتهت المحنة بهروبه إلى مكة عام 130 هـ وظل مقيماً بها حتى صارت الخلافة للعباسيين فقدم الكوفة في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور .

أما المحنة الثانية فكانت في عصر الدولة العباسية وسببها أنه وقف مع ثورة الإمام محمد النفس الزكية وكان يجهر بمخالفة المنصور وعندما دعاه أبو جعفر المنصور ليتولى القضاء امتنع، فطلب منه أن يكون قاضي القضاة فامتنع فحبسه إلى أن توفي في بغداد رحمه الله .

طلب ابو حنيفة النعمان للعلم

انصرف ابو حنيفة النعمان إلى العلم بعد نصيحة الشعبي وصار يتردد إلى حلقات العلماء فقد حفظ القرآن على قراءة عاصم وعرف قدراً من الحديث وقدراً من النحو والأدب والشعر وجادل الفرق المختلفة في مسائل الاعتقاد وما يتصل به وكان يرحل لهذه المناقشة إلى البصرة و لزم الإمام ابو حنيفة حماد بن أبي سليمان وتخرج عليه في الفقه واستقر معه إلى أن مات و كان عندها الامام أبو حنيفة يبلغ الأربعين من العمر وكان مع ملازمته لشيخه حماد قد لاقى غيره من الفقهاء والمحدثين، وكان يتتبع التابعين أينما كانوا وحيثما ثقفوا و جلس ابو حنيفة النعمان وهو في الأربعين من عمره في مجلس شيخه حماد بمسجد الكوفة وأخذ يدارس تلاميذه ما يعرض له من فتاوى وما يبلغه من أقضية ويقيس الأشياء بأشباهها والأمثال بأمثالها حتى وضع تلك الطريقة الفقهية التي اشتُق منها المذهب الحنفي .
و مجموع المصادر الفقهية عند الإمام أبي حنيفة، فهي: ( القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و الإجماع و القياس و الاستحسان و العُرف والعادة )

شيوخ ابو حنيفة النعمان

شيوخ الإمام ابي حنيفة كثيرون لا يسع ذكرهم كلهم و من شيوخه الليث بن سعد و مالك بن أنس إمام دار الهجرة وقد روى الإمام ابو حنيفة عن كثير من الشيوخ منهم عطاء بن أبي رباح والشعبي وطاووس وعمرو بن دينار و حماد بن أبي سليمان و سماك بن حرب و أبي جعفر الباقر و ابن شهاب الزهري و عطاء بن السائب و غيرهم .

تلاميذ ابو حنيفة النعمان

و للإمام ابو حنيفة تلاميذ كثر أشهرهم صاحباه و هما: أبو يوسف وهو يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي ومحمد بن الحسن الشيباني بالإضافه إلى ابنه حماد وإبراهيم بن طهمان وإسحاق بن يوسف الأزرق وأسد بن عمرو القاضي والحسن بن زياد اللؤلئِيُّ وحمزة الزيات وداود الطائي وزفر وعبد الرزاق وأبو نعيم وهشيم ووكيع، وأبو يوسف القاضي وغيرهم كثير

مؤلفات و كتب ابو حنيفة النعمان

لم يكن عصر الإمام ابي حنيفة عصر تأليف وتدوين بالمعنى الذي عرف في العصور اللاحقة لذلك تجد أن مؤلفات الإمام أبو حنيفة قليلة جداً منها كتاب الفقه الأكبر وكتاب رسالته إلى البتي وكتاب العالم والمتعلم وكتاب الرد على القدرية وكتاب “الرسالة” إلى مقاتل بن سليمان صاحب التفسير وكتاب “الرسالة” إلى عثمان البتي فقيه البصرة وكتاب “الوصية” وهي وصايا عدة لأصحابه .

وفاة ابو حنيفة النعمان

توفي ابو حنيفة النعمان في رجب وقيل في شعبان وقيل لإحدى عشرة ليلةً خلت من جمادى الأولى سنة 150هـ وقيل سنة 151هـ وقيل سنة 153هـ وقيل توفي في اليوم الذي وُلد فيه الامام الشافعي وكانت وفاته في بغداد ودفن في مقبرة الخيزران وشيعت بغداد كلها جنازة فقيه العراق والإمام الأعظم ولقد قُدِّر عدد من صلوا عليه بخمسين ألفاً حتى لقد صلى أبو جعفر نفسه على قبره بعد دفنه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى