فقهاء وائمة

الامام مسلم

من هو الامام مسلم ؟

هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة وهو مصنف كتاب صحيح مسلم الذي يعتبر من أصح كتب الحديث بعد صحيح البخاري .
ولد الامام مسلم بن الحجاج في نيسابور ( 206 هجري – 822 ميلادي ) وكان مسكنه بها وكانت نيسابور في ذلك الوقت من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي .

نشأ الامام مسلم في أسرة كريمة وتأدب في بيت علم وفضل و كان أبوه فيمن يتصدرون حلقات العلم، ولذا عني بتربية ولده وتعليمه فنشأ شغوفًا بالعلم مجدًا في طلبه محبا للحديث النبوي فسمع في صغره من مشايخ نيسابور، وكان عمره آنذاك اثنتا عشرة سنة .

و كان الامام مسلم يعيش من كسب يده فكان يعمل بالتجارة وكان يبيع الثياب والأقمشة وكانت له أملاك وضياع وثروة وكان يعيش منه مكنته من القيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي .

طلب الامام مسلم للعلم

أقبل منذ صغره على سماع الحديث وحفظه، وكان أول سماع له سنة 218 هـ وأول شيخ سمع منه هو يحيى بن يحيى التميمي وقد أدام السماع ممن حوله من شيوخ نيسابور خاصة أو بلاد خراسان عامة و ارتحل الامام مسلم في طلب الحديث، فكانت رحلاته كثيرة واسعة حتى وصفه الامام النووي أنه أحد الرحالين في طلب الحديث إلى أئمة الأقطار والبلدان حيث ارتحل في بداية الأمر إلى البلدان المجاورة لبلده خراسان و الري وكانت أولى رحلاته الخارجية في سنة 220 هـ وعمره حينذٍ أربعة عشر عامًا، حيث ذهب إلى بلاد الحرمين لأداء الحج و سمع من عدد من علماء و محدثين مكة و المدينة وبعد أن أدى الحج سمع من الشيوخ في البلاد التي مر عليها .

وارتحل الامام مسلم إلى بلخ والعراق ورافقه في هذه الرحلة أحمد بن سلمة النيسابوري ودخل البصرة و بغداد فسمع فيها من أحمد بن حنبل و عبد الله بن مسلمة القعنبي و يحيى بن صاعد و محمد بن مخلد ودخل الكوفة وسمع من عدد من علمائها ثم عاد إلى بلدته .
ثم ارتحل إلى بلاد الشام ليسمع من محمد بن خالد السكسكي، وارتحل إلى مصر قبل 250 هـ وسمع من عمرو بن سواد، وحرملة بن يحيى وآخرين، وارتحل إلى الري بعد عام 250 هـ عقب تأليفه صحيحه ولم تقتصر رحلاته على السماع بل كان يذاكر العلماء ويعلم الناس أثناء رحلاته هذه و أخر قدوم له لبغداد كان عام 259 هجرية .

شيوخ الامام مسلم

سمع الامام مسلم بسبب كثرة ترحاله من كثير من الشيوخ و هم أكثر من أن يتم حصرهم و من أشهرهم :
الامام احمد بن حنبل و إسحاق بن راهوية و عثمان بن أبي شيبه و عبد الله بن مسلمه القعنبي و الإمام الدارمي و أبي زرعة الرازي و يحيى بن معين و غيرهم كثير .

تلاميذ الامام مسلم

تلاميذ الامام مسلم أكثر من أن يحصوا و لقد روى عن الامام مسلم جماعات من كبار أئمة عصره منهم :
علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، وهو أكبر منه و شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء و الإمام الترمذي و عبد الرحمن بن أبي حاتم و الحافظ أحمد بن سلمة النيسابوري و أبو بكر بن خزيمة و غيرهم كثير .

مؤلفات و كتب الامام مسلم

للإمام مسلم رحمه الله مؤلفات كثيرة منها ما وُجد ومنها ما فُقد ومن هذه المؤلفات
كتابه الصحيح وهو أشهر كتبه ، كتاب التمييز ، كتاب العلل ، كتاب الوُحْدَان ، كتاب الأفراد ، كتاب الأَقْران ، كتاب سؤالاته أحمد بن حنبل ، كتاب عمرو بن شعيب ، كتاب الانتفاع بأُهُبِ السِّباع ، كتاب مشايخ مالك ، كتاب مشايخ الثوري ، كتاب مشايخ شعبة ، كتاب من ليس له إلا راوٍ واحد ، كتاب المخضرمين ، كتاب أولاد الصحابة ، كتاب أوهام المحدثين ، كتاب الطبقات ، كتاب أفراد الشاميين .

وفاة الامام مسلم

توفي الامام مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد من رجب سنة 261 هـ الموافق 875 م وعمره خمس وخمسون سنة ، ودفن يوم الاثنين ومقبرته في رأس ميدان زياد بنصر أباد بظاهر نيسابور .
وذكروا في سبب وفاته سبب غريب، وهو أنه سئل عن حديث في مجلس بنيسابور فقال بعدم علمه بهذا الحديث وعندما رجع إلى بيته قام بالفحص عن ذلك الحديث وحصل في الأثناء أن جاءه أحد ملازميه بإناء كبير من التمر فلم يزل مسلم يبحث عن الحديث طوال ليلته ولكي يزيل النوم عن عينيه تناول من التمر المهداة إليه حتى طلع عليه الفجر وما أن أتم أكل التمر كله حتى عثر على الحديث ويبدو أن إكثاره من أكل التمر تلك الليلة سبب عنده مرضًا ما ، فمات بعدها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى