الصحابة

عمر بن الخطاب

أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين بعد ابو بكر الصديق رضي الله عنه .

نسب عمر بن الخطاب

هو الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العدوي القرشي .
هو ثاني الخلفاء الراشدين تولّى الخلافة الإسلامية بعد وفاة ابي بكر الصديق رضي الله عنه و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة و من علماء الصحابة و زهّادهم و يعد قائد و فاتح في التاريخ الإسلامي .

مولد عمر بن الخطاب و نشأته

ولد الفاروق بعد مولد الرسول صلى الله عليه و سلم بثلاث عشرة سنة وعمل راعيًا للإبل وهو صغير وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية ، و الشعر و تعلم التجارة التي ربح منها وأصبح من أغنياء مكة و وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من ألد أعداء الإسلام في جاهليته وأكثر أهل قريش أذى للمسلمين حتى أنه قرر قتل النبي صلى الله عليه و سلم مقابل أن يقدم نفسه لبني هاشم ليقتلوه فتكون قريش قد تخلصت مما يهددها به هذا الدين الجديد .

قصة اسلام عمر بن الخطاب

قرر عمر بن الخطاب قتل النبي صلى الله عليه و سلم فسن سيفه وخرج من داره قاصدًا النبي محمداً ، وفي الطريق لقيه نُعَيم بن عبد الله العدوي القرشي وكان من المسلمين الذين أخفوا إسلامهم ، فقال له: أين تريد يا عمر ؟ فرد عليه قائلا : أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها ، وعاب دينها ، وسب آلهتها فأقتله فلمّا عرف أنه يتجه لقتل النبي قال له : والله لقد غرتك نفسك يا عمر ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الارض وقد قتلت محمدا ؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه ؛ فعليك بهما فانطلق مسرعاً غاضباً إليهما ، فوجد الصحابي خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن فاختبأ خباب قبل دخوله فضرب سعيدًا ، ثم ضرب فاطمة ضربة قوية شقت وجهها فسقطت منها صحيفة كانت تحملها ، وحين أراد عمر قراءة ما فيها أبت أخته أن يحملها إلا أن يتوضأ ، فتوضأ عمر وقرأ الصحيفة وإذ فيها : { طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى } فاهتز عمر وقال: “ما هذا بكلام البشر” وأسلم من ساعته ، في ذلك اليوم من شهر ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة و قد كان يبلغ من العمر ما يقارب الثلاثين سنة ، أو بضعاً وعشرين سنة ، على اختلاف الروايات .

هجرة عمر بن الخطاب الى المدينة

كان المسلمون في مكة يهاجرون إلى المدينة سراً بعد أن أسلم قسم كبير من أهلها و ذلك خوفاً من أذى قريش إلا الفاروق عمر بن الخطاب لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهمًا وعصاه القوية ، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات ، ثم توجه إلى مقام إبراهيم فصلى ، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة : شاهت الوجوه ، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس ، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ، فلم يتبعه أحد منهم وصل عمر إلى المدينة المنورة ومعه ما يقارب العشرين شخصًا من أهله وقومه ، منهم أخوه زيد بن الخطاب وعمرو وعبد الله ولدا سراقة بن المعتمر ، و خنيس بن حذافة السهمي القرشي زوج ابنته حفصة و ابن عمه سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة ونزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر الأوسي .

جهاد عمر بن الخطاب

شارك عمر بن الخطاب في الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فشهد بدراً و أحد و الخندق و شارك عمر في غزوة بني النضير و شهد غزوة بني قريظة و شارك في غزوة خيبر ثم انضم هو وأبو بكر يصحبهم مائتا صحابي تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح إلى الصحابي عمرو بن العاص الذي كان يُقاتل القبائل العربيّة الموالية للروم في شمال شبه الجزيرة العربية و شهد فتح مكة وخلال العام نفسه شارك في غزوة حنين و حصار الطائف وغزوة تبوك .

مبايعة عمر بن الخطاب بالخلافة

عندما اشتدَّ على أبي بكر مرض موته ، جمع كبار الصحابة و استشارهم ثم عهد بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب رضي الله عنه و توفّي أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد ذلك بأيام . و لقد فتح الله على المسلمين في عهد الفاروق عمر ما تبقى من بلاد الشام و العراق و كامل فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب .

وفاة عمر بن الخطاب

بعد عودة عمر بن الخطاب من الحج إلى المدينة المنورة طعنه أبو لؤلؤة فيروز المجوسي الفارسي لعنه الله بخنجر ذات نصلين ست طعنات وهو يُصلي الفجر بالناس وكان ذلك يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ ثم حُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس و مات امير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه ، ودُفن يوم الأحد أول محرم سنة 24 هـ في الحجرة النبوية إلى جانب أبي بكر الصديق و النبي صلى الله عليه و سلم و كان عمره خمسًا وستين سنة . وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام و قيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى