الصحابة

عثمان بن عفان

نسب عثمان بن عفان :

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة يكنى ذا النورين لأنه تزوج رقية و بعد وفاتها تزوج أم كلثوم و هما ابنتي الرسول صلى الله عليه و سلم .
ولد عثمان بن عفان رضي الله عنه في الطائف وقيل في مكة سنة 576 ميلادية و كان عثمان بن عفان غنياً شريفاً في الجاهلية واهتم بالتجارة التي ورثها عن والده ونمت ثرواته و كان كريماً جواداً

اسلام عثمان بن عفان :

أسلم عثمان بن عفان حينما كان في الرابعة والثلاثين من عمره على يد ابو بكر الصديق حين دعاه للإسلام فكان بذلك من السابقين الأولين قال أبو إسحاق : ( كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان ) فهو رابع من اسلم من الرجال وكان عثمان قد حدث له موقف عند عودته من الشام وقد قصه على النبي صلى الله عليه و سلم عند اسلامه .
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( يا رسول الله ، قدمت حديثا من الشام فلما كنا بين و معان و الزرقاء فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا أيها النيام هبوا ، فإن أحمد قد خرج بمكة ، فقدمنا فسمعنا بك ) .
و لقد هاجر عثمان بن عفان في بداية الأمر الى الحبشة ولما اشيع أن أهل مكة قد أسلموا وبلغ ذلك مهاجري الحبشة أقبلوا حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من اسلام أهل مكة كان باطلاً فدخلوا في جوار بعض أهل مكة وكان ممن رجع إلى مكة عثمان بن عفان وزوجته رقية واستقر المقام به فيها حتى أذن الله بالهجرة إلى المدينة فهاجر عثمان بن عفان للمدينة .

عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم :

عندما نزل النبي صلى الله عليه و سلم بالحديبية رأى أنه من الضروري إرسال مبعوث إلى قريش يبلغهم فيها نية الرسول صلى الله عليه و سلم بأداء العمرة هو و أصحابه و عدم رغبتهم بالقتال فوقع الإختيار على عثمان بن عفان رضي الله عنه و ذلك لشرفه في مكة و قوة عشيرته التي تمنعه من الكفار فدعا رسول الله عثمان فقال : ( اذْهَبْ إِلَى قُرَيْشٍ فَخَبّرْهُم أنَّا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَإِنّمَا جِئْنَا زوارا لهذا البيت معظمين لحرمته، معنا الهدي ننحره وننصرف ) وتسربت شائعة إلى المسلمين مفادها أن عثمان قتل، فدعا رسول الله أصحابه إلى مبايعته على قتال المشركين ومناجزتهم ، فاستجاب الصحابة وبايعوه على الموت وقال النبي بيده اليمنى : ( هذه يد عثمان ) فضرب بها على يده .

انفاق عثمان بن عفان في سبيل الله :

في غزوة تبوك جهز عثمان بن عفان ثلث الجيش الذي سمي بجيش العسرة حيث جهزهم بتسعمائة وأربعين بعيرًا و بستين فرساً‏ و قيل‏ جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبلها وهو يقول : ( ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) وقال رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم : ( من جهز جيش العُسرة فله الجنة ) .
و عندما قدم النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة وجد أن الماء العذب قليل وليس بالمدينة ما يستعذب غير بئر رومة و لا يشرب منها أحد إلا بثمن فاشتراها عثمان بن عفان و جعلها للغني والفقير وابن السبيل .
و عندما ضاق مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس رغب النبي من بعض الصحابة أن يشتري بقعة بجانب المسجد لكي تزاد في المسجد حتى يتسع لأهله، فقال : ( من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة ) فاشتراها عثمان بن عفان من ماله ثم أضيفت للمسجد .
و في عام الرمادة أشتد بالمسلمين الفقر والجوع فجاءت قافلة من الشام لعثمان بن عفان ألف بعير محملة بالتمر والزيت والزبيب ، فجاءه تجار المدينة ، وقالوا له: تبيعنا ونزيدك الدرهم درهمين ؟ فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه لهم : “لقد بعتها بأكثر من هذا”، فقالوا: نزيدك الدرهم بخمسة؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه : “لقد زادني غيركم الدرهم بعشرة “. فقالوا له: فمن الذي زادك؟ وليس في المدينة تجار غيرنا ؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه: “لقد بعتها لله ولرسوله ، فهي لفقراء المسلمين ” .

مبايعة عثمان بن عفان بالخلافة :

عندما طعن امير المؤمنين عمر بن الخطاب و قبل موته أوصى باختيار الخليفة من بعده عن طريق الشورى و جعل الشورى في عدد محصور وقد حصر الأمر في ستة من الصحابة كلهم يصلحون لتولي الأمر و هم علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله و بعد التشاور استقر الرأي على مبايعة عثمان بن عفان بالخلافة .

الفتوحات في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

توسعت الدولة الإسلامية كثيراً في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان و فتحت بلاد و أقاليم كثيرة حيث فتحت أرمينية ، خراسان ، كرمان ، سجستان ، افريقيا و قبرص ، الري ، أذربيجان و طبرستان و حصون أنطاكية و ملطية و طرسوس و فتح الإسكندرية مرة أخرى بعد إخماد التمرد و فتح بلاد النوبة و افريقيا .

مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه :

بعد اثنتي عشرة سنة في خلافة المسلمين قضاها الخليفة الراشد في خدمة الإسلام و المسلمين حدثت فتنة أدت إلى مقتل الخليفة عثمان رحمه الله و كان المدبر الرئيسي للفتنة هو عبد الله بن سبأ لعنه الله الذي كان يهودياً وأظهر الإسلام في عهد عثمان قتل الخليفة عثمان بن عفان في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ و كان عمره اثنتان وثمانون سنة ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب الذي كان قد اشتراه ووسع به البقيع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى