أبو حامد الغزالي
أبو حامد الغزالي هو أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري ، كان صوفي الطريقة
شافعي الفقه ، حيث ان أبو حامد الغزالي كان فقهيا واصوليا وفيلسوفا .
أبو حامد الغزالي
من هو ابو حامد الغزالي
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزّالي الطوسي النيسابوري ، وقد اختلف الباحثون في أصل الغزالي
أعربي أم فارسي ، فهناك من ذهب على أنه من سلالة العرب الذين دخلوا بلاد فارس منذ بداية الفتح الإسلامي ، ومن
الباحثين من ذهب إلى أنه من أصل فارسي ، و يُكنّى بأبي حامد لولد له مات صغيراً و هو أحد أشهر علماء المسلمين في
القرن الخامس الهجري .
ولد أبو حامد الغزالي عام 450 هـ في الطابران ، من قصبة طوس وهي أحد قسمي طوس وقيل بأنّه وُلد عام 451 هـ
وقد كانت أسرته فقيرة الحال وكان أباه يعمل في غزل الصوف وبيعه في طوس .
حياة ابو حامد الغزالي
ابتدأ طلبه للعلم في صباه عام 465 هـ فأخذ الفقه في طوس على يد الشيخ أحمد الراذكاني ، ثم رحل إلى جرجان وطلب
العلم على يد الشيخ الإسماعيلي وفي عام 473 هـ ، ورحل أبو حامد الغزالي إلى نيسابور ولازم إِمام الحرمين أبو المعالي
الجويني إمام الشافعية في وقته .
درس على يديه مختلف العلوم من فقه الشافعية وفقه الخلاف وأصول الفقه وعلم الكلام والمنطق والفلسفة ، وجدّ واجتهد
حتى برع وأحكم كل تلك العلوم .
و عندما تُوفي أبو المعالي الجويني سنة 478 هـ ، خرج الغزالي عسكر نيسابور قاصداً للوزير نظام الملك وزير الدولة السلجوقية
وكان له مجلس يجمع العلماء ، فناظر الغزالي كبار العلماء في مجلسه وغلبهم وظهر كلامه عليهم واعترفوا بفضله وتلقوه
بالتعظيم والتبجيل .
في جمادى الأولى سنة 484 هـ وصل أبو حامد الغزالي إلى بغداد ، ودرّس بالمدرسة النظامية وأقام على تدريس العلم
ونشره بالتعليم والفتاوى والتصنيف مدّة أربعة سنوات ، وكان يدرّس أكثر من 300 من الطلاب في الفقه وعلم الكلام وأصول
الفقه وحضر مجالسه الأئمة الكبار ، كابن عقيل وأبي الخطاب وعبد القادر الجيلاني وأبي بكر بن العربي .
وفي ذي القعدة سنة 488 هـ خرج الإمام أبو حامد الغزالي من بغداد ، وقد ترك أخاه أحمد الغزّالي مكانه في التدريس في
النظامية في بغداد ، وقد خرج إلى الشام قاصداً الإقامة فيها مُظهِرَاً أنه متّجه إلى مكة للحجّ ، حذراً أن يعرف الخليفة فيمنعه
من السفر إلى الشام .
مكث في دمشق قرابة السنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة ، وبعد ذلك رحل الغزالي إلى القدس واعتكف في المسجد
الأقصى وقبة الصخرة ثم ارتحل وزار مدينة الخليل في فلسطين ، وما لبث أن سافر إلى مكة والمدينة المنورة لأداء فريضة
الحج ثم عاد إلى بغداد بعد أن قضى 11 سنة في رحلته .
لم يدم طويلاً في بغداد حتى أكمل رحلته إلى نيسابور ومن ثمّ إلى بلده طوس ، فدرس في نظامية نيسابور مدة قليلة وما
لبث أن قُتل فخر الدين الملك على يد الباطنية ، فرحل الغزالي مرة أخرى إلى بلده طابران في طوس وسكن فيها متخذاً
بجوار بيته مدرسة للفقهاء .
مرّ أبو حامد الغزالي بمراحل كثيرة في حياته الفكرية ، فقد خاض في الفلسفـــة ثم رجع عنها وردّ عليها وخاض بعد ذلك
الكلام ، وأتقن أصوله ومقدماته ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فسـاده وبعد إعراضـه عن الكلام وذمه إياه ، سلك مسلك
الباطنية وأخذ بعلومهم ثم رجع عن ذلك وأظهر بطلان عقــائد الباطنيـة وتلاعبهم بالنصوص .
مثل هذا في التصــوف و في نهاية حياته التزم مذهب السلف الصالح مذهب أهل السنة و الجماعة حيث قال ( الحق
مذهــب الســلف ، وأن من خالفهم في ذلك هو مبتـــدع ) . وروي أنه أقبل في أواخر عمره على الأحاديث الصحاح فاتخذ
لنفسه معلمين يحفظ عليهما الصحيحين ، وكان يسمع في آخر حياته صحيح البخاري من أبي سهل محمد عبد الله
الحفصي وسنن أبي داود من القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي ويقال أنه مات وصحيح البخاري على صدره .
من اهم مؤلفات الشيخ الغزالي
ألّف الإمام أبو حامد الغزالي خلال مدة حياته الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم و من هذه المؤلفات :
في علم الفقه وأصوله وعلم الجدل :
_ التعليقة في فروع المذهب .
_ البسيط في الفروع .
_ الوسيط في فقه الإمام الشافعي .
_ الوجيز في فقه الإمام الشافعي .
_ المستصفى في علم أصول الفقه .
_ المنخول في علم الأصول وتهذيب الأصول وغيرها .
في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة والمنطق :
_ بغية المريد في مسائل التوحيد .
_ إلجام العوام عن علم الكلام .
_ حجّة الحق في الرد على الباطنية .
_ فضائح الباطنية .
_ مقاصد الفلاسفة .
_ تهافت الفلاسفة وغيرها .
و عدة كتب أخرى في التصوف و موضوعات متفرقة أبرزها إحياء علوم الدين .
وفاة الامام أبو حامد الغزالي
بعد أن عاد الغزّالي إلى طوس لبث فيها بضع سنين ، حتى تُوفي يوم الاثنين 14 جمادى الآخرة 505 هـ في الطابران في
مدينة طوس ، ولم يعقب إلا البنات و قد روى تاج الدين السبكي بأن الغزّالي دُفن في مقبرة طابران وقبره هناك ظاهر وبه
مزار أمّا حالياً فلا يُعرف قبر ظاهر للغزّالي ، إلا أنه حديثاً تم اكتشاف مكان في طوس قرب مدينة مشهد في إيران حيث
يُعتقد بأنه قبر أبو حامد الغزالي .