صحابيات

خديجة بنت خويلد

ام المؤمنين خديجة بنت خويلد اول زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء ) .

نسب السيدة خديجة بنت خويلد

هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان يلتقي نسبها مع نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم في قصي بن كلاب و أبوها خويلد بن أسد كان سيدًا من سادات قريش . و هي اولى زوجات رسول الله صلى الله عليه و سلم و أم كل أبنائه ما عدا ولده إبراهيم .
ولدت خديجة بنت خويلد في مكة وترعرعت في بيت جَاهٍ ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك ، حتى سميت بالطاهرة وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام .

زواج النبي من خديجة رضي الله عنها

كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة ذات شرف و مال فلمّا بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضـت عليه أن يخرج في مالٍ لها الى الشام تاجراً ، وتعطيـه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجـار ، مع غلام لها يقال له مَيْسَـرة ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في مالها حتى قَدِم الشام فباع و اشترى و ربح و عاد إلى مكة وأخبر ميسرة السيدة خديجة بما كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثت الى رسول الله وقالت له : (يا ابن عمّ ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك، وشرفك في قومك وأمانتك، وحُسْنِ خُلقِك، وصِدْقِ حديثك) ثم عرضت عليه نفسها ، فذكر الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذلك لعمّه الحبيب الذي سُرَّ وقال له: ( إن هذا رزقٌ ساقهُ الله تعالى إليك ) ووصل الخبر الى عم السيدة خديجة ، فأرسل الى رؤساء مُضَر ، وكبراءِ مكة وأشرافها لحضور عقد الزواج المبارك ، فكان وكيل السيدة خديجة عمّها عمرو بن أسد ، وشاركه ابن عمها ورقة بن نوفل ، ووكيل الرسول – صلى الله عليه وسلم – عمّه أبو طالب .
و كانت السيدة خديجة قد تزوجت قبل زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم مرتين و رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الزوج الثالث لها و كان عمره صلى الله عليه و سلم خمس وعشرون سنة ، وكانت أسنّ منه بخمس عشرة سنة .

اسلام السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء كل عام ، يقضي فيه شهراً يتفكر في آيات الله و خلقه و كانت خديجة تزوده بالطعام ، فيأخذه معه إلى الغار ويقضي الليالي ذوات العدد و هو يتأمل و يتدبر و يتفكر ، حتى نزل عليه جبريل وهو في الأربعين من عمره بمطلع سورة إقرأ و هي أول ما نزلت من القرأن فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها ، فقال : ” زملوني زملوني ” فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر فآمنت به وصدقته و كانت بذلك أول من أسلم .

مؤازرة السيدة خديجة لرسول الله صلى الله عليه و سلم

عن عبد الله بن عباس قال : ( كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله، وصدق محمد رسول الله فيما جاء به عن ربه وآزره على أمره، فكان لا يسمع من المشركين شيئًا يكرهه من ردٍ عليه وتكذيبٍ له، إلا فرَّج الله عنه بها، تثبته وتصدقه وتخفف عنه، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه ) .
و كانت السيدة خديجة ذات مال و قد جعلت مالها في خدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم لتبليغ رسالة ربه و عند حصار المسلمين و بني هاشم في شعب أبي طالب قررت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أن تترك قبيلتها بني أسد أهل القوة والمنعة ، وتلتحق بزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه من بني هاشم لتعاني ما يعانونه من جوع وضعف طيلة ثلاثة أعوامٍ كاملة .

وفاة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

توفيت السيدة خديجة في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين في العام العاشر للبعثة ولها من العمر خمس وستون سنة ، وكان مقامها مع رسول الله بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر ، ودفنها رسول الله بالحجون وحزن عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزل في حفرتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى