شخصيات تاريخية

الزير سالم

الزير سالم هو فارس من فرسان قبيلة بني تغلب التي كانت تقطن في شمال الجزيرة العربية .

الزير سالم

من هو الزير سالم

هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن

أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، أحد فرسان قبيلة تغلب الذين كانت ديارهم في

شمال شرق الجزيرة العربية وأطراف العراق والشام .

لقب عدة ألقاب فلقب بالزير فقد سماه أخوه كليب زير النساء أي جليسهن وقد قيل لقب مهلهلا لأنه كان يلبس ثياباً مهلهلة

كما يقال أنه لقب مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقّه وهو من الشعراء الكذبة و قيل لقب بهذا اللقب لذكره هذه اللفظة في

أشعاره واصفا نفسه حيث  قال

من مبلغ الحيين أن مهلهلا             أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا

لله دركما و در أبيكما                      لا يبرح العبدان حتى يقتلا

كان يكنى بأبو ليلى و ذلك لأنه لم يكن له أولاد ذكور بل فتلقب بأكبر بناته وهي ابنته ليلى .

مقتل كليب

بعد أن تم تنصيب كليب ملكاً على قومه زادت سطوة كليب وتجبره على قومه ، وفي تلك الفترة كانت سعاد بنت منقذ

التميمية خالة جساس والتي تدعى البسوس تقيم عندهم وتملك ناقة وفصيلاً ، فأرسلت ناقتها وفصيلها مع إبل جساس

لترعى في حمى كليب ولم يكن يسمح كليب إلا لإبل أنسبائه بدخول هذه الحمى .

فلما رأى كليب فصيل الناقة رماه بسهم فأرداه قتيلًا ولما سمعت البسوس بقتل فصيل الناقة صاحت وا ذلاه فقال لها جساس

اسكتي فإني سأقتل جملاً أعظم من هذه الناقة سأقتل فحل إبل كليب .

ولم يرَ بزمانه مثله ووصل الخبر إلى كليب إلا أن كليبًا لم يلق له بالاً ، ونفذ جساس ما وعد به وقتل كليب و عندما علم الزير

بمقتل أخيه قام بدفن أخيه وبقي زمنًا وهو يبكيه وبالقصائد الطوال يرثيه ويتوعد البكريين و كان مما قال برثائه

يقول الزير أبو ليلى المهلهل          وقلب الزير قاسي مايلينا

وإن لان الحديد ما لان قلبي           وقلبي من الحديد القاسيينا

تريد أميه أن أصالح                       وما تدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرت علي             أبيت الليل مغموما حزينا

أبيت الليل أنعي كليبا                    أقول لعله يأتي إلينا

أتتني بناته تبكي وتنعي                تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا               وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمي مكانه               وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامة         وقلت لها أمام الحاضرين

وقلت لها ما تقولي                       أنا عمك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم          أقلبهم شمالا مع يمينا

فدوسي يايمامة فوق رأسي            على شاشي إذا كنا نسينا

فإن دارت رحانا مع رحاهم               طحناهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر مهر                    أبو حجلان مطلق اليدينا

فشدي يايمامة المهر شدي             وأكسي ظهره السرج المتينا

حرب البسوس

وجلس على هذا الحال لفترة من الزمن إلى أن يئس قومه منه واتهموه بأنه قوّال وليس بفعّال ، وبعد فترة من الزمن انتبه

للحرب وشمر عن ذراعيه وجمع أطراف قومه ثم جز شعره وقصر ثوبه وأقسم ألا يهتم بلهو ولا يشم طيبًا ولا يشرب خمرًا أو

يدهن بدهن حتى يقتل بكل عضو من كليب رجلاً من بكر .

وسعى التغلبيين بالصلح لتجنب إراقة الدماء و لكنها باءت بالفشل وابتدأت حرب طويلة الأمد انقسمت فيها قبائل بكر بين

مؤيد ومعارض ، وانضمت قبائل نمر بن قاسط إلى تغلب وبدأت الحرب واستمرت أربعين عامًا ، وكانت عبارة عن وقعات فلم

تكن حربًا متواصلة بل كانت شحناء وبغضاء تجعل من لقاء التغلبي بالبكري مواجهة مسلحة .

فتعد من أيامهم ومن أبرز هذه الوقعات خمس وقعات تسمى أيامًا وهي : يوم الذنائب ويوم الواردرت ويوم عنيزة ويوم قصيبات

ويوم تحلاق اللمم ، وهي اشهر وقعات في حرب البسوس .

نهاية الزير سالم

هناك عدة روايات لنهاية الزير سالم

الأولى بدأت مع الحارث بن عباد حين أسره ولكن لضعف بصره لم يتبينه فقال له : دلني على المهلهل قال ولي دمي فقال

ولك دمك فقال : ولي ذمتك وذمة أبيك فقال : نعم لك ذلك فقال أنا المهلهل خدعتك عن نفسي والحرب خدعة .

فقال الحارث كافئني بما صنعت لك بعد جرمك ودلني على كفء لبجير فقال لا أعلمه إلا امرئ القيس بن أبان رئيس قومه

والفارس الهمام هو ذاك ، فقام الحارث بجز ناصية المهلهل ثم شد على بن أبان فقتله وبقي المهلهل يحرض قومه على الأخذ

بالثأر إلا أن القبائل كانت قد أنهكتها الحرب .

فقام صلح بين القبيلتين إلا أن المهلهل نقضه عندما أغار على قيس بن ثعلبة فظفر به عمرو بن مالك فأسره وأحسن له حيث

أفرد له بيتًا يستقبل فيه زائريه ويولم لهم كما لو كان في أهله وفي ذات الأيام أهداه نصراني زقًا من خمر فلما سكر قال

هذه الأبيات :

اشعار الزير سالم

طفلة ما ابنة المحلل بيضاء          لعوب لذيذة في العناق

فاذهبي ما إليك غير بعيد            لا يؤاتي العناق من في الوثاق

ضربت نحرها إلى وقالت           يا عديًا لقد وقتك الأواقي

فلما سمع بذلك عوف رئيس قيس بن ثعلبة اغتاظ وأقسم ألا يذوق المهلهل قطرة ماء حتى يرد الخضير ( الخضير: بعير لعوف

لا يرد الماء إلا في اليوم السابع) .

فقال له ناس من قومه : بئس ما حلفت قتلت مهلهلاً وإلى أن ورد خضير كان قد هلك المهلهل عطشًا .

أما الرواية الأخرى تقول أنه لما أسن المهلهل وخرف أقام عليه قومه عبدين يخدمانه وخرج بهما إلى سفر فعزم العبدان على

قتله فلما عرف ذلك كتب على قتب رحله :

من مبلغ الحيين أن مهلهلاً               لله دركما ودر أبيكما

فقتلاه وعادا إلى الحي وقالا بأنه مات ولكن ابنته قرأت ما على القتب فقالت : إن مهلهلاً لا يقول هذا الشعر وإنما هو أراد

من مبلغ الحيين أن مهلهلاً             أمسى قتيلا في الفلاة مجندلا

لله دركما ودر أبيكما                       لا يبرح العبدان حتى يقتلا

فضربوا العبدين حتى أقرا بقتله فقتلا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى