شخصيات تاريخية

صلاح الدين الايوبي

صلاح الدين الايوبي قائد عسكري مسلم في عصر الدولة العباسية .

صلاح الدين الايوبي

من هو صلاح الدين الايوبي

هو الملك الناصر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي ، قائد عسكري مسلم

أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الخلافة العباسية ، بعد أن قضى على الدولة

الفاطمية العبيدية الباطنية .

و قد قاد صلاح الدين الايوبي عدّة حملات ومعارك ضد الصليبيين في أواخر القرن الحادي عشر ، وقد تمكن في نهاية المطاف

من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس ، بعد أن هزم جيش الصليبين هزيمة منكرة في معركة حطين .

اين ولد صلاح الدين

ولد صلاح الدين في تكريت في العراق عام 532 هجرية الموافق 1138 ميلادية ، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق حيث

أمضى فترة شبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أمير دمشق .

تلقى علومه فيها وبرع في دراساته حتى قال عنه بعض معاصريه أنه كان عالمًا بالهندسة الإقليدية والرياضيات المجسدية

وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية ، وتنص بعض المصادر أن صلاح الدين كان أكثر شغفًا بالعلوم الدينية و الفقه الإسلامي

من العلوم العسكرية خلال أيام دراسته .

كان صلاح الدين ملمًا بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر فحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام عن ظهر قلب .

صلاح الدين الايوبي حاكم لمصر

كانت مصر مقر الدولة الفاطمية الباطنية ، وكانت الأمور كلها بيد الوزراء وكان وزير الدولة هو صاحب الأمر والنهي ، ومن ثَم

فقد كانت مصر نهبًا للثورات الداخلية بين الطوائف المختلفة ، فطمع ملك بيت المقدس أموري الصليبي في دخول مصر فأرسل

نور الدين محمود من دمشق إلى مصر جيشًا بقيادة أسد الدين شيركوه ، يساعده ابن أخيه صلاح الدين فلما علم الصليبيون

بقدوم أسد الدين شيركوه تركوا مصر فدخلها أسد الدين .

ثم لم يلبث أن عُيِّن وزيرًا بعد ذلك ولم تستمر له الوزارة سوى شهرين فاختار الحاكم الفاطمي ابن أخيه صلاح الدين وزيرًا

خلفًا له ، فحيكت المؤامرات من أرباب المصالح ولكن صلاح الدين الأيوبي تغلب عليها كما تغلب على الفتن الخارجية وبدا

لـ صلاح الدين الايوبي ظهور التشيع في مصر ، فأسس مدرستين كبيرتين هما المدرسة الناصرية والمدرسة الكاملية لإرجاع

الناس إلى مذهب أهل السنة .

كان نور الدين محمود في دمشق يكثر من إلحاحه على صلاح الدين الايوبي لتغيير خطبة يوم الجمعة وجعلها باسم الخليفة

العباسي المستضيء بدلاً من الخلفية الفاطمي العاضد ، ولكن صلاح الدين كان يتريث ويتحين الوقت المناسب فلما مرض

الخليفة الفاطمي خطب الجمعة باسم الخليفة العباسي وأصبح صلاح الدين الأيوبي حاكم مصر ليس لأحدٍ فيها كلمة سواه .

الحروب الصليبية

بعد سنوات من الحروب و قمع الفتن و التحالفات نجح صلاح الدين في أن يجمع مصر وسوريا والحجاز وتهامة والعراق في دولة

إسلامية موحدة قوية ، وأصبح الجو مهيئا لحرب الصليبين وطردهم من البلاد الإسلامية التي يحتلونها وبخاصة القدس الشريف .

هاجم أرناط صاحب الكرك لقافلة غزيرة الأموال كثيرة الرجال فأخذهم عن آخرهم ونهب أموالهم ودوابهم وسلاحهم ، فأرسل

إليه صلاح الدين يلومه ويُقبح فعله وغدره ويتوعده إن لم يطلق الأسرى والأموال ، فلما رفض أرسل إلى جميع البلاد باستدعاء

العساكر لحرب أرناط .

في 9 جمادى الآخرة سنة 579 هـ الموافق فيه 29 سبتمبر سنة 1183 م ، عبر صلاح الدين نهر الأردن لمهاجمة بيسان التي

وجدها خاوية ، فسار الجيش غربًا ليعترضوا تعزيزات الصليبيين من حصني الكرك والشوبك على طول طريق نابلس وأسروا

عددًا منهم .

وفي تلك الأثناء ، كانت قوة الصليبيين الرئيسية قد تحركت من صفورية إلى العفولة فأرسل صلاح الدين الأيوبي 500 مقاتل

لمناوشة قوات الصليبيين ، ومن ثم تراجع الأيوبيون بشكل غير متوقع إلى عين جالوت ومع ذلك فقد استمر أرناط بمهاجمة

القوافل التجارية العائدة للمسلمين وطرق الحج بأسطول في البحر الأحمر وهو الممر المائي الذي كان من اللازم لصلاح الدين

بقائه مفتوحًا .

وردًا على ذلك ، بنى صلاح الدين أسطولاً من 30 سفينة لمهاجمة بيروت في عام 1182 م وهدد رينالد بمهاجمة مدن

المسلمين المقدسة مكة والمدينة المنورة وهو ما رد عليه صلاح الدين بمحاصرة الكرك قلعة أرناط الحصينة مرتين .

معركة حطين

بعد أن سيطر صلاح الدين الايوبي على طبرية نزل الصليبيون قرب حطين في يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583 هـ الموافق

فيه 5 يوليو سنة 1187 م ، وكان صلاح الدين الايوبي قد سبقهم إلى هناك وتمركز جيشه في المنطقة العليا منها حيث نبع

المياه ولمّا وصل الصليبيين إلى الموقع كانوا العطش الشديد قد أصاب الجيش لدرجة أنهم شربوا الخمر بدلاً من الماء فسكر

منهم الكثير ، وهاجموا جيش صلاح الدين فقُتل من الفريقين عدد من الجنود وكان الصليبيون متحمسين في البداية للحصول

على الماء ، فهزموا المسلمين في أول النهار .

لكن دارت الدوائر في آخر النهار فإنقض الأيوبيون على الجيش الصليبي ومزقوا صفوفه واستمرت المعركة ساعات طويلة وما

أن انقشع غبارها حتى تبيّن مدى الكارثة التي لحقت بالصليبيين ، فقد قُتل العديد من الفرسان المخضرمين ووقع الملك غي

آل لوزينيان وأخوه وأرناط صاحب الكرك وغيرهم من كبار الصليبيين .

بعد هذا النصر جلس صلاح الدين في خيمته وأمر بإحضار الملك غي وأخوه وأرناط ، وقام بقتل أرناط بسيفه بسبب غدره

وقتل عدد كبير من المسلمين أثناء الإغارة على قوافلهم .

فتح القدس

رأى صلاح الدين الايوبي ألا يتوجه مباشرة لفتح القدس بعد انتصار حطين ، وإنما رأى أنه من الأسلم أن يسير لفتح مدن

الساحل ومن ثم الهجوم على القدس ، ففتح عكا وأنقذ من كان بها من أسرى المسلمين وكانوا أكثر من 4 آلاف شخص .

واستولى على ما فيها من الأموال والذخائر والبضائع كونها كانت المرفأ التجاري الرئيسي للصليبيين ، ونافذتهم على وطنهم

الأم في أوروبا ثم فتحوا نابلس وحيفا والناصرة وقيسارية وصفورية ، بعد أن خلا معظمها من الرجال إما لمصرعهم على أرض

المعركة أو لوقوعهم في الأسر أو لهربهم من أمام الجيش .

ثم فتح قلعة تبنين ثم ارتحل بعد ذلك قاصدًا صيدا وتسلمها في اليوم التالي لوصوله ، ثم فتح صلاح الدين بيروت وجبيل ثم

قصد عسقلان وحاصرها حتى دخلها وتسلّم أصحابه غزة وبيت جبرين والنطرون بغير قتال ، وهكذا كان صلاح الدين الايوبي

قد استرجع أغلب ساحل الشام ولم يصمد في وجهه غير مدينتيّ طرابلس وصور وقسمًا من إمارة أنطاكية .

ثم توجه صلاح الدين الايوبي إلى القدس لفتحها ووصلها يوم الخميس في 11 رجب سنة 583 هـ الموافق فيه 20 سبتمبر

سنة 1187 م ، وأمر جنده بمحاصرة المدينة في هيئة دائرية واستمر في الحرب لمدة 14 يومًا ، ولما رأى صلاح الدين أن

الحرب ستكون شديدة أحضر يوسف البطيط وهو رجل مسيحي أرثوذكسي مقدسي فطلب منه أن يتفق مع المسيحيين

الأرثوذكس من عرب وروم و يعدهم العفو عنهم إذا لم يساعدوا الفرنجة في القتال .

حيث رفض صلاح الدين الايوبي أن يعفي عنهم بحال فتح المدينة فهدد باليان حاكم القدس بقتل الرهائن المسلمين والذين

يُقدّر عددهم بأربعة الآف مسلم وتدمير المسجد الأقصى ، إذا لم يعف صلاح الدين عنهم فقبل صلاح الدين أن يتم دفع فدية

على كل من فيها مقدارها عشرة دنانير من كل رجل وخمسه دنانير من كل امرأة ودينارين عن كل صبي وكل صبية لم يبلغ

سن الرشد ودخل صلاح الدين المدينة في ليلة المعراج يوم 27 رجب سنة 583 هـ الموافق فيه 2 أكتوبر سنة 1187م .

وفاة صلاح الدين الايوبي

بعد التصدي للحملة الصليبية الثالثة مرض صلاح الدين بالحمى الصفراوية يوم السبت في 16 صفر سنة 589 هـ الموافق

20 فبراير سنة 1193 م ، وأخذ المرض يشتد ويزيد حتى قال طبيبه الخاص أن أجل السلطان أصبح قاب قوسين أو أدنى .

استمر المرض يشتد حتى انتهى إلى غاية الضعف وبعد تسعة أيام حدثت له غشية وامتنع من تناول المشروب ولمّا كان

اليوم العاشر حُقن دفعتين وحصل له من الحقن بعض الراحة ، لكنه عاد واشتد عليه المرض حتى يأس الأطباء من حاله

وتوفي البطل المجاهد صلاح الدين الايوبي فجر يوم الأربعاء في27 صفر سنة 589 هـ الموافق 4 مارس سنة 1193 م رحمه

الله رحمة واسعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى