ادباء

الجاحظ

من هو الجاحظ ؟

اسم الجاحظ ونسبه :

أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري و هو من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي أما أصله فمنهم من قال بأنه عربي من قبيلة كنانة ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة وكان ذلك بسبب بشرته السمراء وفي رسالته اشتهر عنه قوله أنه عربي وليس زنجي حيث قال : ( أنا رجل من بني كنانة ، وللخلافة قرابة ، ولي فيها شفعة ، وهم بعد جنس وعصبة )

متى ولد الجاحظ ؟

ولد في مدينة البصرة سنة 150 هـ وقيل 159 هـ وقيل 163 هـ ، و عاصر 12 خليفة عباسياً هم : المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله .

نشأة الجاحظ

نشأ في مدينة البصرة فقيرا وكان دميما قبيحا جاحظ العينين فسمي بالجاحظ لذلك و عرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة طلب العلم في سن مبكّرة فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم فصار فكان يبيع السمك والخبز في النهار و يستأجر دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته و توجه إلى بغداد وفيها تميز وبرز وتصدّر للتدريس وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون .
و تعددت رحلاته في سبيل المعرفة ، فعاش في بغداد زمنا ، ورحل إلى دمشق و مصر و إنطاكية، و كثر اختلاطه ببيئات اجتماعية مختلفة مما زادت معه بمعارفه و خبراته واتسعت آفاق تجاربه فلقد خالط الناس جميعا، وأفاد منهم معرفة بطبائعهم وأخلاقهم و طرق معايشهم، وفضائلهم و رذائلهم، وصب كل هذه المعارف في كتبه و مؤلفاته حكمة و فلسفة، وأدبا من شعر و نثر و فكاهة .

شخصية الجاحظ و صفاته

كان الجاحظ شغوفاً بالقراءة بشكل كبير حتى اشتُهِرَ عنه أنه لم يكن يكتفي بقراءة الكتاب والكتابين في اليوم الواحد و اشتهر الجاحظ بذكائه ، وانه صاحب ذاكرة واعية ، وبصر لا ينفذ ، شديد الحرص على القراءة والاطلاع ، حتى برع في علوم اللغة وكان عالما بالأدب ، فصيحا ، بليغا ، مصنفا في فنون العلوم ، وكان من أئمة المعتزلة، و تلميذ أبي اسحاق النظام . كانت عنده ملاحظات قوية ، وملكة انتباه راسخة فكان سريع الاقتباس ، حاد الذهن دقيق الملاحظة ، ينتبه لأقل شيء ، فيصوره تصويرا ناطقا ، و كان دؤوبا ، فما عزم على أمر إلا أتاه . كان شاعرا وقد اثر عنه شعر قليل وقد عاش عصاميا يكتسب بيديه ، وعرف بظرفه وفكاهته .

علماء تتلمذ الجاحظ على ايديهم

تتلمذ الجاحظ على ايدي كثير من العلماء في مختلف العلوم والمعارف منهم :
– في اللغة والأدب والشِّعر والرِّواية أبو عبيدة معمر بن المثنَّى والأصمعي و أبو زيد بن أوس الأنصاري و محمد بن زياد بن الأعرابي و خلف الأحمر و أبو عمرو الشَّيباني و أبو الحسن الأخفش و علي بن محمد المدائني .
– و في الفقه والحديث أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي و يزيد بن هارون و السري بن عبدويه و الحجَّاج بن محمد بن حماد بن سلمه و ثمامة بن الأشرس الذي لازمه الجاحظ في بغداد .
– و كان الجاحظ معتزلي و من شيوخه في علم الكلام أبو الهذيل العلاف و النظام و مويس بن عمران و ضرار بن عمر و الكندي وبشر بن المعتمر الهلالي و ثمامة بن أشرس النُّميري .

من مؤلفات الجاحظ

من مؤلفات الجاحظ حوالي 360 كتابا في كل فروع المعرفة في عصره وكان عدد كبير من هذه الكتب في مذهب الاعتزال وبحث مشكلاته والدفاع عنه لكن التعصب المذهبي أدى إلى أن يحتفظ الناس بكتبه الأدبية ويتجاهلوا كتبه الدينية فلم يصل إلينا منها شيء ومن أشهر كتبه :
كتاب البخلاء بالإضافة إلى البيان والتبيين و كتاب الحيوان و المحاسن والأضداد و البرصان والعرجان و التاج في أخلاق الملوك و الآمل والمأمول و التبصرة في التجارة و البغال و فضل السودان على البيضان و كتاب خلق القرآن و كتاب أخلاق الشطار و العديد من الرسائل التي طبعت على شكل كتاب بعنوان رسائل الجاحظ

وفاة الجاحظ

توفي الجاحظ في سنة 255 هجرية في مدينته البصرة عن عمر تجاوز التسعين و كان قد أصابه الشلل في نهاية عمره فسقطت عليه رفوف الكتب في مكتبته و هو يحاول أن يحضر أحد الكتب فمات مدفوناً تحتب الكتب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى