شخصيات تاريخية

سيف الدين قطز

سيف الدين قطز هو قائد وبطل معركة عين جالوت واحد ابرز ملوك مصر بالرغم من ان فترة حكمه لم تدم كثيرا .

سيف الدين قطز

من هو سيف الدين قطز

هو الملك المظفر سيف الدين قطز محمود بن ممدود بن خوارزم شاه سلطان مملوكي ، وقطز هو اسم أطلقه التتار عليه

حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم له وهو صغير ، ومعنى قطز باللغة المغولية ( الكلب الشرس ) .

يعود نسب قطز إلى الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية ، وزوج

أخته فهو من بيت ملك وبعد سقوط الدولة الخوارزمية .

حياة سيف الدين قطز

بِيع مملوكًا في الشام ثم انتقل لمصر ، وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين ايوب .

تعلم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك وشارك جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة ،

وتحقيق الانتصار في معركة المنصورة ، ويُعدّ قطز بطل معركة عين جالوت وقاهر المغول ولم يذكر المؤرخون السنة التي ولد

فيها وكان أقرب تاريخ ذُكر في سيرة قطز هو عام 628 هـ الموافق 1231 م .

و عندما بيع الأمير محمود في السوق لثري من أثرياء الشام ، رباه الثري وأحسن تربيته فتعلم اللغة العربية وأصولها وحفظ

القران الكريم ودرس الحديث ، وبعد موت الثري أصبح قطز مملوكًا لابن الثري فباعه لثري آخر من أثرياء الشام وكان هذا الثري

هو ابن أحد أكبر معاوني العالم العز بن عبد السلام .

فتربى قطز تربيه قتالية جديدة وجاءت الحروب الصليبية على الشام ومن ضمنها دمشق ، وعندما تخلى الصالح إسماعيل

عن جهاد الصليبيين وهادنهم نهض الملك الصالح نجم الدين أيوب للدفاع عن المسلميين فاشترك قطز من ضمن المدافعين

من أهل دمشق مع الجيش المصري .

كان له دور مع بقية أهل الشام في انتصار المسلمين على الصالح إسماعيل وأعوانه من الصليبيين ، ثم طلب قطز من سيده

أن يبيعه إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب ، فبيع قطز إلى الملك الصالح وعهد به إلى الأمير المملوكي عز الدين أيبك فتربى

قطز مثل باقي المماليك ، حيث يتم الحاقهم بمدرسة المماليك ويتم تعليمهم اللغة العربية قراءة وكتابة ثم حفظ القران الكريم

ومباديء الفقة الإسلامي ثم فنون القتال من الرمي بالسهام والقتال بالسيوف وركوب الخيل ووضع الخطط الحربية والتصرف

في أمور الدولة .

السلطان قطز

بعد قرابة ثلاث سنوات من حكم نور الدين علي بن أيبك مصر ، وكان صغير العمر كان التتار قد أصبحو  على حدود مصر ، ولم

يكن بوسع السلطان الصبي نور الدين علي أن يفعل شيئًا إزاء خطر التتار .

مع اقتراب جحافل التتار من الشام أرسل الملك الناصر رساله إلى مصر يستنجد بعساكرها ، فعُقد مجلس في القلعة حضره

السلطان الصبي المنصور نور الدين علي وحضره كبار أهل الرأي من العلماء والقضاه مثل قاضي القضاة بدر الدين حسن

السنجاري والشيخ العز بن عبد السلام  وكان من بين الحاضرين سيف الدين قطز .

استغل قطز اجتماع القلعة لخلع السلطان الصبي وقال ( لابد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو والملك الصبي لايعرف تدبير

الملك ) ، فقبض قطز على السلطان المنصور علي وعلى أخيه قاقان وعلى أمهما واعتقلهم في أحد أبراج القلعة، احتج أمراء

المماليك على ذلك فقال لهم : ( إني ماقصدت إلا أن نجتمع على قتال التتار و لا يأتي ذلك بغير ملك فإذا خرجنا وكسرنا هذا

العدو فالأمر لكم في السلطنة ماشئتم ) و بذلك أصبح قطز سلطان مصر .

قطز والتتار

بدأ المظفر قطز بالتحضير لمواجهة التتار وبدأ ذلك بإصداره عفو عام وشامل عن المماليك البحرية الذين فروا إلى الشام بعد

مقتل زعيمهم فارس الدين أقطاي ، لأن المماليك البحرية كانت قوة عظيمة وقوية ولها خبرة واسعة في الحروب وكانت هذه

الخطوة أبرز قرار سياسي اتخذه قطز .

إضافة قوة المماليك البحرية إلى المماليك المعزية المتواجدة في مصر ستنشيء جيشاً قوياً قادراً على محاربة التتار وكان

من نتائج هذه الخطوة عودة القائد ركن الدين بيبرس إلى مصر ، فاستقبله قطز استقبالًا لائقًا وعظم شأنه وأنزله دار الوزارة

وأقطعه قليوب وماحولها من القرى وجعله في مقدمة الجيوش في معركة عين جالوت .

و من الناحية الإقتصادية كان لابد من تجهيز الجيش المصري وإعداد التموين اللازم له وإعداد العدة اللازمة للحرب ، فاقترح

سيف الدين قطز أن تفرض ضرائب لدعم الجيش .

عندها أفتى العز بن عبد السلام وقال : ( إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم كله قتالهم وجاز لكم أن تأخذوا من

الرعية ما تستعينون به على جهادكم بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء وتبيعوا مالكم من الحوائص ويقتصر كل الجند على

مركوبه وسلاحه ويتساووا هم والعامة وأما أخذ الأموال من العامة مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا ) .

فقبِل سيف الدين قطز فتوى العز بن عبد السلام وبدأ بنفسه وباع كل ما يملك وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك فانصاع الجميع

وامتثلوا أمره فقد أحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلي نسائهم ، وأقسم كل واحد منهم أنه لا يملك شيئاً في الباطن

ولما جمعت هذه الأموال ضربت سكاً ونقداً وأنفقت في تجهيز الجيش .

كما قام قطز بإرسال سفارة إلى عكا التي يحتلها الصليبيون في ذلك الوقت للتباحث حول إمكانية عقد معاهدة سلام مؤقتة

بين المسلمين والصليبيين ، وكان الهدف من المعاهدة هي تحييد جيش الصليبيين من جهه وتأمين ظهر جيش مصر من

جهة أخرى .

قاهر التتار

بدأ جيش المسلمين في مصر بالتجمع في منطقة الصالحية ، وهي منطقة صحراوية واسعة تستوعب الفرق العسكرية

المختلفة ، ثم توجه سيف الدين قطز بجيشه لقتال المغول .

كان سيف الدين قطز قد سلك في ترتيب جيشه خطةً جديدة حيث كون في مقدمة الجيش فرقة كبيرة نسبياً على رأسها

الظاهر بيبرس ، وجعل هذه الفرقة تتقدم كثيراً عن بقية الجيش التي تسير خلفها وتظهر نفسها في تحركاتها بينما يتخفي

بقية الجيش في تحركاته .

فإذا كان هناك جواسيس للتتار اعتقدوا أن مقدمة الجيش هي كل الجيش فيكون استعدادهم على هذا الأساس ثم يظهر

بعد ذلك قطز على رأس الجيش الأساسي .

واكتشفت عيون التتار مقدمة الجيش الإسلامي واعتقدوا أن هذا هو جيش المسلمين كله ونُقلت الأخبار إلى حامية غزة

التترية وأسرعت الحامية التترية للقاء بيبرس وتم بينهما قتال سريع .

كانت الغلبة للمسلمين و قُتل بعض جنود الحامية التترية وفرّ الباقون في اتجاه الشمال لينقلوا الأخبار إلى كتبغا .

معركة عين جالوت

بعد معركة غزة توجه قطز بجيشه شمالا حتى وصل منطقة تعرف باسم سهل عين جالوت ، وفي يوم الجمعة 25 رمضان

سنة 658 هجرية ، رتب سيف الدين قطز جيشه واستعد للمعركة .

كان الجيش يختبىء خلف التلال وكانت مقدمة الجيش بقيادة الظاهر بيبرس لا تخفي نفسها ، ووقف بيبرس بقواته على

المدخل الشمالي لسهل عين جالوت بينما ترك السهل بكامله خالياً من خلفه .

قرر كتبغا أن يدخل بكامل جيشه وقواته لقتال مقدمة الجيش ( وهذا ما خطط له قطز ) ، وأعطى كتبغا إشارة البدء لقواته

بالهجوم على المقدمة التي ظن أنها كل الجيش فتقدمت أعداد هائلة من فرسان التتار باتجاه مقدمة الجيش ، وقف ركن

الدين بيبرس وجنوده في أماكنهم حتى اقتربت منهم جموع التتار .

عندها أعطى بيبرس لجنوده إشارة بدأ القتال فثبتت مقدمة الجيش في القتال وكانت مكونة من خيرة فرسان المماليك قرر

كتبغا استخدام كامل قواته لقتال مقدمة الجيش بعد أن رأى منهم الثبات في القتال .

دون أن يترك أي قوات للاحتياط خلف جيش التتار و استمر القتال حتى أظهر بيبرس للتتار الانهزام وتراجع بظهره وهو يقاتل ،

عندما رأى كتبغا تراجع المسلمين أمر جنده بتتبعهم والقضاء عليهم وبدأ جيش التتار في دخول سهل عين جالوت للضغط

على الجنود الذين انسحبوا وبعد مدة من الزمن ليست بالقليلة دخل جيش التتار بأكمله داخل سهل عين جالوت .

انسحب بيبرس بجنوده إلى الناحية الجنوبية من السهل ، في هذا الوقت نزل جيش المسلمين الرئيسي بقيادة قطز من

خلف التلال إلى ساحة المعركة ، وأسرعت فرقة قوية من المماليك لغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت .

وبذلك أحاطت قوات جيش المسلمين بالتتار من كل جانب وظهر تفوق الميمنة في جيش التتار ، فتراجع المسلمين تحت

ضغط التتار حيث اخترقوا ميسرة المسلمين ، فدفع بقوة احتياطية لمساندتها ولكن هذه القوة لم تغير في الأمر شيئاً أمام

قوة ميمنة التتار .

ثم دفع بقوة احتياطية أخرى ولكن الموقف تأزم بشكلٍ أكبر عندها قرر قطز أن ينزل بنفسه لأرض المعركة فرمى خوذته وأخذ

يصرخ ( واإسلاماه… واإسلاماه ) ، وتقدم أمير من أمراء المماليك واسمه جمال الدين آقوش الشمسي واخترق صفوف التتار

حتى وصل لكتبغا ودار بينها قتال فتمكن آقوش من كتبغا وقتله .

وبقتله قتلت العزيمة عند جيش التتار وأصبحوا يقاتلون ليفتحوا لأنفسهم طريقاً في المدخل الشمالي لسهل عين جالوت

ليتمكنوا من الهرب واستطاعوا فتح ثغرة في المدخل الشمالي  وخرجت أعداد كبيرة منهم باتجاه الشمال وخرج المسلمون

في طلبهم حتى وصل التتار الفارون إلى بيسان .

وعندما وصل إليهم المسلمين لم يجد التتار أمامهم إلا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم ويصطفوا من جديد ودارت بين الطرفين معركة

كبيرة قرب بيسان و عندها كرر قطز ما فعله في عين جالوت وأخذ يصيح بالجند ( واإسلاماه… واإسلاماه… واإسلاماه ) .

وأقبل الجند على القتال وكانت نتيجة المعركة أن أُبيد جيش التتار بأكمله ثم أكمل الجيش المسلم مسيرته حتى قام بتحرير

مدن الشام دمشق وحمص وحلب وطرد المغول من كامل بلاد الشام .

مقتل سيف الدين قطز

كانت نهاية سيف الدين قطز بعد معركة عين جالوت بخمسين يوم فقط  ، فبعد عودة السلطان قطز من معركة عين جالوت

منتصرا قاصدا مصر وصل ما بين الغزالي و الصالحية فضرب دهليزه وساق خلف أرنب وساق معه بيبرس ومعه الأمراء الذين

اتفقوا على قتله فشفع بيبرس في شيء فشفعه  فأخذ يده ليقبلها فأمسكها وحمل عليه الأمراء بالسيوف فضربوه بها

وألقوه عن فرسه ورشقوه بالنشاب حتى قتلوه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى