حقوق المطلقه من طليقها ، شُرّع الزواج كمؤسسة تقوم على أساس الديمقراطية والاستمرار ، وقد حصّنت الشريعة الإسلامية الأسرة بأحكام تضمن إحكام علاقاتها ، وتبعث فيها روح المودة والألفة والاستقرار ، من خلال ترتيب مجموعة من الحقوق والواجبات على كل فرد من أفراد الأسرة ، ولكن في ذات الوقت شُرع الطلاق ، عندما تعترض الحياة الزوجية مشاكل مستعصية ، وفي هذه المقال نسلط الضوء على حقوق المطلقة من طليقها .
حقوق المطلقه من طليقها
ما هي حقوق المطلقه من طليقها ؟
للتعرف على حقوق المطلقه من طليقها ، على الرغم من أن الأصل في الطلاق المنع والحظر مع انعدام الأسباب ، واستدل العلماء على هذا الحكم من قوله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) ، وأُجيز الطلاق في حال وُجد سبب مقنع يستلزم إنهاء عقد الزواج ، على الرغم من كراهيته لما ورد في الحديث النبوي الشريف : (أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ الطلاقُ) ، فما هي حقوق المطلقة من طليقها ؟ لقد بينتها الشريعة الإسلامية ، وأولتها اهتمامًا كبيرًا ، لما لها من خصوصية الضعف والتضرر بعد الطلاق ، وحدد الإسلام حقوق المطلقة من طليقها ، على اختلاف ظروف الطلاق ومسبباته .
إقرأ أيضًا :
حقوق الزوجة الحاضنة عند الطلاق .
اشترك في صفحتنا : https://www.facebook.com/abjadih
تعرف على حقوق المطلقه من طليقها
حددت الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية المستمدة أحكامها منها ، حقوق المطلقة من طليقها ونوردها كما يلي :
– حق النفقة والسكن : يعتبر من حقوق المطلقه من طليقها ، حق النفقة والسكنى ، فالمطلقة بعد الدخول وتحت سلطان زوجها ، لها حق السكن والنفقة في حالة الطلاق كان رجعيًّا ، كما لو كانت على ذمته ، لقوله تعالى : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) ، وإذا لم يرجعها خلال مدة العدة ، دخلت في البينونة الصغرى ورُفع حقها من سكن ونفقة ، مالم تكن حاملًا ففي هذه الحالة من حقها النفقة والسكن حتى تضع حملها .
– حق المتعة : ويدخل ضمن حقوق المطلقة من طليقها ، المتعة وهي كما عرفتها الشريعة الإسلامية هي عبارة عن مبلغ من المال يدفعه الزوج لطليقته ولم يُحدد مقدار هذا المبلغ وتُرك لتقدير الزوج نفسه تبعًا لحالته المادية لقوله تعالى : ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) ، وفي هذا دلالة على أن حق المتعة ، حق من حقوق المطلقة من طليقها .
– حق الصّداق : الصداق أو المهر المتفق عليه بين الزوجين والمسمى في عقد الزواج ، يعتبر من أحد حقوق المطلقة من طليقها ، وتستحق المطلقة نصف المهر المسمى في حال وقع الطلاق قبل الدخول لقوله تعالى: ( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ ) ، أما بعد الدخول فهل يعتبر كامل المهر من حقوق المطلقه من طليقها ؟ الإجابة نعم وهذا ما أوضحه القرآن الكريم بقوله تعالى : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا*وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ) ، وإذا لم يكن المهر مسمى عند العقد فيكون المهر هو مهر المثل ، ويكون من حقوق المطلقه من طليقها .
– حق الإرث : ومن حقوق المطلقة من طليقها ، أيضًا حق الميراث ، حيث للمرأة المطلقة طلاقًا رجعيًّا حق الميراث كحق الزوجة لا ينقص منه شيئًا ، وهو نصيب مفروض في مال زوجها المتوفى لا يُمس ولا تُساوم عليه.
– حقُّ الذمة المالية : إذا تركت المطلقة قبل أن يحدث الطلاق مالًا في ذمة الزوج سواء أكان قروضٍ أو ديونٍ أو عقارٍ وأموالٍ تملكها ، فلها استردادها كاملة غير منقوصة مالم يكن تصرف بها الزوج بعلمها وإرادتها ، ويعتبر ذلك أيضًا من ضمن حقوق المطلقه من طليقها .
– حق الحضانة : ويعتبر حق الحضانة في حال وجود طفل دون السابعة من العمر من حقوق المطلقة من طليقها ، ولكن شريطة عدم زواجها ، وعلى الأب كفالة نفقة الطفل حولين كاملين ، وفي حال فُطم الطفل ، يحق لها حضانته حتى يبلغ السابعة من العمر .
وبذلك نكون قد بينا حقوق المطلقه من طليقها ، بشكل مفصل ونرجو أن نكون استوفينا الموضوع حقه .
