الظاهر بيبرس

الظاهر بيبرس هو السلطان والملك الظاهر في عصر دولة المماليك واشهر سلاطينها .

الظاهر بيبرس

من هو الظاهر بيبرس

هو الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي الصالحي النجمي ، لقب بـأبي الفتوح و هو سلطان مصر والشام ،

وأحد أشهر سلاطين الدولة المملوكية ، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين .

حقق خلال حياته العديد من الانتصارات ضد الصليبيين والمغول ابتداءً من معركة المنصورة سنة 1250 ومعركة عين جالوت

انتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277 .

وقد قضى أثناء حكمه على الحشاشين ، واستولى أيضا على إمارة أنطاكية الصليبية ، واشتهر بيبرس بذكائه العسكري

والدبلوماسي و كان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط .

حياة الظاهر بيبرس

ولد بيبرس نحو عام 620  هـ و قيل 625 هـ و بيبرس كلمة تركية تعني أمير فهد و اختلف في أصله فقيل أنه تركي من

القبجاق ( كازاخستان حالياً ) ، وقيل أنه من الشركس من مناطق القوقاز والقرم ووصل بيبرس حماة مع تاجر و اشتراه

الملك المنصور محمد حاكم حماه .

لكنه لم يعجبه فأرجعه وذهب التاجر به إلى سوق الرقيق بدمشق وهو في الرابعة عشر من عمره وباعه هناك بثمان مئة

درهم لكن الذي اشتراه أرجعه للتاجر لعيب خلقي كان في إحدى عينيه (مياه بيضاء) .

فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري ثم انتقل بعد مصادرة ممتلكات سيده علاء الدين أيدكين إلى خدمة السلطان

الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة ثم أعتقه الملك الصالح ومنحه الإمارة فصار أميراً .

معركة المنصورة

قاد الظاهر بيبرس جيش المماليك في معركة المنصورة ضد الصليبيين في رمضان من عام 647 هـ ، وكان لخطة معركة أو

” مصيدة المنصورة ” التي رتبها الظاهر بيبرس الدور الكبير لإنتصار الجيش فقاد الهجوم المعاكس في تلك المعركة ضد الفرنج

وتسبب بهزيمتهم الكبرى في المنصورة ، وتم فيها أسر الملك لويس التاسع وحبسه في دار ابن لقمان .

معركة عين جالوت

في معركة عين جالوت كان الظاهر بيبرس على مقدمة الجيش المملوكي ، فقامت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس بهجوم

سريع ثم انسحبت متظاهرة بالانهزام لسحب خيالة المغول إلى الكمين ، وانطلت الحيلة على كتبغا قائد الجيش المغولي .

فحمل بكل قواه على مقدمة جيش المسلمين واخترقه وبدأت المقدمة بالتراجع إلى داخل الكمين ، وفي تلك الأثناء خرج

سيف الدين قطز وبقية مشاة وفرسان الجيش وعملوا على تطويق ومحاصرة قوات كتبغا .

عندئذ استعر القتال ولم يمض كثير من الوقت حتى هزم الجيش المغولي وقتل معظمهم بمن فيهم قائدهم كتبغا ويعد

بيبرس المخطط العسكري لمعركة عين جالوت .

السلطان بيبرس

و بعد تولي الظاهر بيبرس السلطنه استمر بسياسته بحرب المغول ، حيث أرسل نجدة إلى الموصل تعدادها سبع مائة

فارس ، وأمر بخروج العساكر من دمشق وحلب فخرج صاحب حلب وهو شمس الدين البرلي في سبع مائة فارس من الغز

وأربع مائة من التركمان ومئة من العرب .

إلا أن صندغون المغولي قد علم بخروج تلك القوة فكمن لها عند سنجار وانقض عليها وقتل معظم افرادها وواصل المغول

هجماتهم على الساجور وعين تاب فردهم بيبرس خائبين .

وهكذا قام بكسر التتار في عدة معارك أخرها عندما تحالف المغول مع سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ، فأعد حملة كبيرة

سنة 675 هـ  لغزو سلاجقة الروم .

في موقعة أبلستين حلت الهزيمة الساحقة بالمغول وحلفائهم من السلاجقة ، وقد فر زعيم السلاجقة بعد أن قتل عدد كبير

من رجاله ورجال المغول ، ثم دخل بيبرس قيسارية ودعي له على منابرها وقدم له أمراء السلاجقة فروض الولاء والطاعة كما

خاض معارك كثيرة مع الصليبيين عقاباً لهم على تحالفهم مع المغول .

فانتزع الكثير من البلاد و الحصون أهمها أنطاكية كما خاض معارك مع الأرمن لنفس السبب ، ودخل سيس عاصمة المملكة

الأرمنية فأخربوها ثم توجه الجيش إلى المصيصة وأضنة وأياس وطرسوس فقتلوا وأسروا وهدموا عدة قلاع .

كما قام بيبرس بقهر الباطنية الذين عملوا على إشاعة الذعر بين الناس وعملوا على نشر مذهبهم المنحرف ، بالإضافة إلى

إعمالهم السيف في الكثير من القادة والعلماء المسلمين فقام باقتحام قلاعهم وأماكن تمركزهم فقضى عليهم وشتتهم

وخلص الأمة من شرورهم .

الإنجازات العمرانية للـ الظاهر بيبرس

من أهم الإنجازات العمرانية للظاهر بيبرس تجديد بناء الحرم النبوي ، كما جدد بناء قبة الصخرة في القدس بعد أن تداعت

أركانها و أعاد الضياع الخاصة بوقف الخليل في فلسطين بعد أن دخلت في الإقطاع .

بنى المدرسة الظاهرية بين القصرين وعين فيها كبار الأساتذة ، وبنى مسجده المعروف باسمه في ميدان الأزهر في القاهرة

باسم جامع الظاهر بيبرس .

وبنى مشهد النصر في عين جالوت تخليدًا لذكرى الانتصار على المغول كما جدد أسوار الإسكندرية و أعاد بناء القلاع التي

هدمها المغول في بلاد الشام مثل قلعة دمشق و قلعة الصلت و قلعة عجلون وغيرها .

وفاة الظاهر بيبرس

توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم سنة 676 هجرية الموافق 2 مايو سنة 1277 ميلادية ودفن في المكتبة

الظاهرية في دمشق بعد حكم دام 17 سنة .