القهم العصبي ، أو فقدان الشهية العُصابي هو حالة من حالات المرض النفسي ، الذي يبدأ مع بلوغ الفتاة على وجه الخصوص سن البلوغ وما يرافق هذه المرحلة من تغييرات في الجسم كاكتساب بعض الدهون في مناطق من الجسم ، وهذا ما ترفضه الفتاة ويولد لديها مخاوف شديدة من البدانة التي تشوه شكل جسدها ، فتبدأ بالمعاناة من الاكتئاب وانخفاض ثقتها بنفسها ، فتلجأ للامتناع عن الأكل بزعم عدم وجود شهية للطعام على الرغم من الجوع وهو ما يسمى بالتجويع القصري ، ويصاحب هذه الحالة وساوس تتعلق بالأكل والوزن الزائد ، مما ينتج عنه نقص حاد بالوزن وتعريض الحياة للخطر ، وقد أثبتت الدراسات إصابة الرجال بحالة القهم العصبي تكون بنسبة أقل عن النساء بنسبة 1 إلى 10 .
القهم العصبي
ما هي أسباب القهم العصبي ؟
تعود أسباب القهم العصبي إلى عدة عوامل وهي :
العوامل البيولوجية
يفرز الجسم مهدئات طبيعية وهي التي تقلل من الشعور بإحساس الجوع عند المصابين بفقدان الشهية العصبي ، حيث ووفقا للدراسات بهذا الشأن أظهر بعضها اختلال في وظائف النواقل العصبية ولا سيما السيروتونين وكذلك الأدرينالين والدوبامين ذات الأهمية البالغة في تنظيم الشهية للطعام من خلال الهيبوثلاموس ، إضافة إلى اختلال في وظائف الغدة الدرقية والهرمونات بشكل عام .
العوامل الاجتماعية
الوضع الاجتماعي أو الوسط الاجتماعي له تأثير كبير في الإصابة بـ القهم العصبي حيث تكون معايير الجمال ، فيتم العمل على النحافة والتمارين الرياضية كأسلوب حياة ، كما أن بعض المهن أو الرياضات تتطلب نحافة مثل عارضات وعارضي الأزياء ومضيفي الطيران ولاعبي الباليه ، فضلًا عن الجو الأسري الذي قد يتصف أحيانًا بأجواء غير محببة فيعاني المريض بهذا المرض بدرجة كبيرة من العزلة وانعدام الشعور بالتعاطف الأسري معه .
العوامل النفسية
يكاد يجمع الأخصائيون النفسيون على أن العامل النفسي يساهم إلى حد كبير في الإصابة بهذا المرض وخاصة عدم قدرة المريض من التخلص من سطوة الأم وبالتالي يُفسر سلوك المرضى على أنه تدمير لا واعي لأجسامهم المسكونة بآثار تسلط الأم .
اقرأ أيضًا :
اضطرابات الطعام .
ما هي أعراض القهم العصبي ؟
يصاحب مرض القهم العصبي أو فقدان الشهية العصبي عدة أعراض منها الجسدية والعاطفية والنفسية والسلوكية ، نذكر منها :
– التجويع القهري أو المتعمد يرافقه فقدان الوزن لأقل من 20% عن الحد الطبيعي .
– الخشية من زيادة الوزن .
– الوسواس بالوزن .
– ممارسة الرياضة بشكل مفرط .
– نمو الشعر بشكل كبير في الجسم والوجه .
– الشعور بالسمنة رغم النحافة بشدة .
– انقطاع الحيض عند الإناث .
– تناقص الرغبة الجنسية .
– العجز الجنسي لدى الذكور.
– الإصابة بمرض فقر الدم ( الانيميا ) .
– صعوبة في التركيز ، و العصبية الزائدة .
– ضعف الجهاز المناعى بالجسم .
– بهتان بشرة وذبول العينين.
– هشاشة العظام .
– تجمع السوائل في الكاحلين أثناء النهار وحول العينين أثناء الليل .
– تسوس الأسنان .
– جفاف الجلد .
– جاف أو تشقق الشفتين .
طرق العلاج من القهم العصبي
للعلاج من هذا المرض لا بد من المرور بعدة مراحل وفي المرحلة الأولى وهي من أهم المراحل تتمثل بتعاون المريض وثقته بالمعالج واعترافه بوجود مشكلة للمساعدة في عودة الوزن الطبيعي لجسمه ، وكلما كان العلاج في المراحل الأولى للمرض تكون نسبة النجاح كبيرة جدًا ، ولكن العلاج الناجح يجب أن يكون لدى المريض رغبة بالتغيير وقد يكون دور الأهل والأصدقاء بهذا الخصوص جزء من العلاج .
اشترك في صفحتنا : https://www.facebook.com/abjadih
أما خطوات العلاج فهي :
– تناول وجبات منتظمة بدون إهمال أي وجبة .
– زيادة كمية الطعام بشكل تدريجي و ببطء .
– البدء بتناول السوائل مثل الحليب و العصائر و الشوربات .
– إعطاء جرعات إضافية من الفيتامينات و المعادن .
– استشارة أخصائي تغذية بشأن كيفية اختيار أطعمة صحية .
– استشارة الأخصائي النفسي لتغيير المشاعر التي تسبب القهم العصبي .
– في الحالات المتقدمة يلزم العلاج في المستشفى .